يرتكز برنامج “أنا ونحن” على أفكار عدة أهمها أفكار “مجموعة الثقافة مهمة” في جامعة هارفرد التي تقول أن هناك صفات ومهارات حياتية مثل النظام والادخار تتواجد في البلاد النامية وفي البلاد المهيئة للنمو الاقتصادي. كثير من هذه الصفات والمهارات الحياتية كانت تتواجد في مصر وبالأخص في الطبقة الوسطى وتتواجد حاليًا في الغرب وفي البلاد المهيئة للنمو في جنوب آسيا، فيقدمها برنامج “أنا ونحن” على أن تواجدها مع التهيئة للنمو الاقتصادي لم يكن تواجدًا عشوائيًا بل كان تواجدًا مسببًا لأنها تهيئ للنمو الاقتصادي وأنه إذ يقدمها يهدف أن يهيء للتقدم الاقتصادي، وبالفعل أسماها John Porter: development-prone (vs development-resistant)
ويرتكز البرنامج على فكر روفن فيورشتاين الذي يرى أهمية الوسيط ليساعد الشباب على التواصل مع الوجود وملاحظته والاستفادة منه. كذلك، يرتكز فكر البرنامج على بعض الملاحظات الخاصة مثل ملاحظة أن في كنائس ومعابد ولاية إيلينوي توجد أقسام أرشيف ومتاحف بعكس المساجد حيث لا توجد هذه إلا في جامع بناه ويذهب إليه مهاجري البوسنة، وفي موضوع يشبه هذا يعلق إدوارد سعيد في ode to a belly dancer أنه زار العديد من الوزارات في العالم العربي ولاحظ أنها تفتقر إلى أقسام الأرشيف والمتاحف ويقول أننا كعرب قد تعودنا أن نترك للمستشرق كتابة تاريخنا فأصبحنا نرى تاريخنا من عيونه، لذلك، قد أعطى البرنامج أهمية أن يكون الأطفال تاريخهم الشخصي، ويروا أهمية التاريخ عامة.
وترتكز فلسفة البرنامج على تقديم العديد من الأفكار العلمية وشرح فائدتها، فهناك دراسة تشير أنه عندما يقص الأهل قصص العائلة لأبنائهم يعطوهم شبكة آمان نفسي، لذلك يؤكد البرنامج أن يسأل الأطفال أهلهم على قصص العائلة ويدونوها، وهناك دراسة تشير أن من المجتمعات المهاجرة في الولايات المتحدة المجتمعات اللاتي تجتمع بانتظام مرة كل أسبوع، في نفس المكان، وتتفاعل مع بعضها في هذه الاجتماعات، وتكون أدب تأمل ذاتي، أي تعبر كتابة عن أفكارها وأحلامها، هذه المجتمعات تحافظ على هويتها ويبتعد شبابها عن أعمال الشباب الضارة، لذلك، يجتمع أطفال وشباب البرنامج بانتظام مرة كل أسبوع ويتفاعلوا ويملأوا كتابهم بكلامهم وأفكارهم وأحلامهم.
ويقدم البرنامج بطريقة سهلة يفهمها الأطفال والشباب الكثير من الأفكار المهمة التي تستند على معلومات وتجارب علمية، مثل أهمية الذكاء العاطفي وكيف يكتسبوه، وكيف يفرقون بين الحب الحقيقي والوقوع في الحب كما وصفهما عالم النفس المشهور أيريك فروم، وخطر الإنغلاق العائلي أو الأسري كما وصفه عالم الاجتماع الكبير إدوارد بانفيلد، وكيف يلعبون لعبة القبعات الملونة لإدوارد ديبونو ويتعلموا التفكير المنظم، إلخ..
وبجانب هذا الفكر الثري الذي يستند إليه برنامج “أنا ونحن” فتقديم هذا الفكر يعتبر أيضًا فريدًا إذ يقدم البرنامج أكثر من 40 قيمة ومفهومًا وكيف يتفاعلون مع بعضهم (فعلى سبيل المثال كل من الادخار والهدف تعبير عن نظرة الفرد للمستقبل) ويرسم بهم صورة واضحة المعالم لما يسعى إلى توصيله للشباب. كذلك، لا يكتفي البرنامج بتقديم ومناقشة هذه المفاهيم والقيم ومعرفة فوائدها حتى يمتلكها الشباب ولكنه يؤكد على معايشة الشباب لهذه المفاهيم والقيم حتى تصبح جزءًا منهم، ويسيروا في طريقهم إلى هدفهم أن يصبحوا هذا الشاب السوي، الراضي عن نفسه، المتوائم مع من حوله، الناجح في حياته.